"مكنة"...المكنين... مدينة عريقة سكنت مند القدم و هي تفتخر بانتسابها إلي اللوبيين فالبونيين ثم الرومان فالعرب المسلمين. يعتبر سكان المكنين من أصل بربري كما تدل على ذلك بعض الآثار التي وجدت بها بالإضافة إلى بعض الأواني و التحف الموجودة بمتحف المكنين و الدالة على ذلك .
أواني و تحف أثرية
و لكن يمكن أيضا اعتبار المكنين رومانية الأصل إن نحن اعتمدنا بعض الآثار الرومانية التي وقع اكتشافها في ضواحي المدينة منها لوحة من الفسيفساء و بعض الأواني الفخارية و المصابيح الزيتية و مجموعة من النقود .
مصابيح زيتية رومانية
عاشت مدينة المكنين حضارات مختلفة، فمن الحضارة الفينيقية التي عرفت بصناعة الفخار مرورا بالحضارة الرومانية التى تركت آثار مختلفة ( صهاريج- مقابر- فسيفساء و آواني فخارية...)
أواني فخارية
و تعتبر منطقة القلالات لدى عامة الناس و حتى لدى بعض مؤرخي تاريخ المدينة المنطقة التي شهدت انطلاقة هذه الحرفة منذ مئات السنين و عبر مراحل تاريخية متعددة .
استنادا إلى الحضور البوني المكثف في المنطقة (بين المنستير و البقالطة) يمكن افتراض وجود المكنين باسم آخر في مكانها الحالي في تلك الفترة و لعل وجود مقبرتين بونيتين إحداهما في الأحياء الشرقية من المدينة(حي القوبين و حي القلالات)و الأخرى بالأحياء الشمالية الغربية (نهج صلاح الدين الأيوبي و حي "بيت الماء" ) اكتشفت في 11 نوفمبر 1995 , يمكن أن يحيل على وجود تجمع سكاني هام بين المقبرتين لا سيما و كلاهما تمتد على مساحة هامة .
الفخار في العهد البوني
حين وقع اكتشاف المقابر اليونية الثلاث بالمدينة( الأولي شرق المدينة بحي القلالات و الثانية بحي القنال والثالثة جنوبها بحي الملعب) وحين تم تفحص محتويات الغرف الجنائزية فيها واستنطاقها روت لأجيال العصر الحاضر حياة الخزفيين في العهد البوني.
الفخار في العهد البوني
و لعل ما ذكر يحيلنا حتما علي أن صناعة الخزف والفخار عريقة في هذه الربوع زد علي ذلك وجود نوع من أنواع الفخار لا تزال إلى اليوم يطلق عليها تسمية "البوني-البونية"وهي تشبه إلي حد القطع الفخارية التي عثر عليها في المقابر التي ذكرنا.
أما عن العهد الروماني فإن الخريطة الأثرية الرومانية لمنطقة المكنين تحمل أكثر من 60 موقعا أثريا رومانيا منها :
هنشير الشقاف (أفران فخار تعود إلى العهد الروماني المتأخر و بداية العهد الوندالي)
" قصر جعفر" (كنيسة بيزنطية لم يقع الحفر عنها بعد- مواجل رومانية )
"السميرات" بمنطقة عميرة التوازرة من معتمدية المكنين و هنشير الفول و هنشير شقير و ساقية الحمام و وادي الهواري و دار هارون ...
بقي أن نشير إلى أن هذه المواقع منتشرة هنا و هناك في معتمدية المكنين و لعلها تمثل مساكن لأصحاب الضيعات الفلاحية من المعمرين الرومان لا سيما و قد عرف المكان (حيث توجد المكنين الآن) بأنه منطقة فلاحية هامة منتجة للحبوب خاصة .
الفخار في العهد الروماني
ما من شك أن صناعة الفخار قد استمرت الى العهد الروماني في هذه المنطقة و ما العثور على عدد يفوق20 من أفران الفخار الرومانية بمنطقة هنشير الشقاف غرب المدينة( نهج إبراهيم بن يزيد المكني قرب مصانع الآجر ) إلا دليل على ذلك إضافة إلى عديد الأواني الفخارية التي عثر عليها في مناطق عدة من المدينة.
الفخار في العهد الروماني
تعود المكنين العربية الإسلامية إلى القرن الرابع للهجرة حيث تم بناء أول جامع بالمكنين ( جامع سيدي بو عبانة) في جمادى الثانية سنة 650 هـ/ أوت 1252 حسب ماتفيده نقيشة في قطعة من الرخام الأبيض تم العثور عليها.
الفخار في العهد العربي الإسلامي
و مرورا بهذه المراحل التاريخية المتعددة لا يمكن أن نتناسى الدور الإيجابي و الحاسم الذي لعبته مدينة المكنين في تاريخ الحركة الوطنية, فسجل نضالها الوطني حافل بالبطولات و الأمجاد. و قد استشهد من أبنائها الكثير في سبيل القضية الوطنية يوم 23 جــانفي 1952.
بطولات الحركة الوطنية